كن سعيدا
إن أكمل غاية الإنسان في هذا الوجود هو سعيه الدائم إلى الإحساس بشعور داخلي يحسه بين جوانبه سكينة النفس وطمأنينة القلب و انشراح الصدر و راحة البال والضمير و المستقبل الزاهر كل هذا يدعو إلى الحصول على السعادة وهي كل ما يتشوق أيها الإنسان لأنها كمال من كماليات الإنسانية وإذا تحققت فان الإنسان لا يحتاج إلى غاية أخرى ,إذن كيف نحقق السعادة؟
السعادة شيء حقيقي وليس وهمي,أي انه قابل إن تحقق على ارض الواقع وفعلا يمكن إن نحسي بهذا الشعور المنشود يتحقق بفضل أخلاق الإنسان فالأخلاق التي يدور فيها مدار السلوك الأخلاقي للفرد و هي اسمي و اكبر الفضائل إسهاما في تحقيق السعادة فالأخلاق الإنسانية علم عملي يقوم على ممارسة الأفعال المحمودة وإتباع القدرة الحسنة الصالحة ,والسعادة الحقيقية ليست بإتباع ملذات الحياة و شهواتها فقد نحصل على السعادة بإتباع هذا الدرب ولكن سعادة قصيرة لا تدوم إلا مدة قصيرة وتزول, إما السعادة الحقيقية فهي سعادة طويلة المدى وذلك في إتباع ومزاولة الحياة العاقلة فعليه يجب على الفرد أن يوقف بين العقل و الشهوة فاللذة الصحيحة تتحقق بتحقيق الفعل المطابق للفضيلة لان الفضيلة علم كامن في النفس لارتباطها بالسلوك فهي علم لا يعلم لان الفرد لا يحتاج إلى معلم لأنها من استفتاء النفس استلهام الضمير الأخلاقي و أعمال العقل فالفضائل شيء واحد رغم تعددها لان إدراكها إدراك الخير والخير واحد ,نعترف بضرورة أو استحباب ملذات الحياة من نجاح مادي ومال وبنون والسلطة والصحة...الخ,لان الإنسان شهواني بطبعه التي تعتبر هي كذلك من شروط السعادة ,لكن الإنسان الفقير التي لا تتوفر فيه احد هذه الشروط لا يعني انه لا يكون سعيدا بل هذه الآلام تحقق له الخير والسعادة فيكون رجلا فاضلا فالألم ليس مذموما دائما ولا مكروها أبدا ,فقد يكون خيرا للعبد أن يتألم فنجد في معجم تاريخ الدنيا أناسا قدموا أروع لتاجهم لأنهم تألموا لاعتدال و عدم التفريط والإفراط في الملذات يحقق لنا كمال النفس و بإلمام العقل الذي أنعمه الله علينا بالالتفات إلى هذه الدنيا ونعرف ما نريده المدفوع بقوة الإيمان من التقوى الله والعمل الصالح لقوله تعالى"من عمل صالحا من ذكر و أنثى وهو مؤمن فلنحنيه حياة طيبة". لديك كل هذا من إسلام و عقل و أنت حزين إذن لاتحزن فكن سعيدا ,ابتسم ,اضحك لأنها قمتا الراحة ونهاية البؤس لقول الشاعر :
ضحوك السن بطرب العطايا ويفرح إن تعرض بالسؤال.
اهتم بصلاتك فالصلاة تريحك فتنزع من ظهرك جبلا من الهموم اطلب المعرفة و اقرأ القران واذكر الله وجدد توبتك ,اهجر المعاصي و تخلص من عقدة المؤامرة وانتظار المكاره , أحسن إلى الناس ولا تنتظر شكرا وكن شجاعا لان المحسن و الشجاع مشرحو الصدر ,يومك يومك عشه كما هو وصحح تفكيرك لا تغضب واصبر واكظم وسامح ,لا تضخم المشاكل واقنع بما أعطاك الله , امشي , قم بالرياضة و الاهتمام بصحتك أملء فراغك بما يفيدك لان الفراغ صديق الحزن, قل يا رب وارفع يديك عاليا وقل اللهم اغفر لي , اللهم أعوذ بك من الهم و الحزن .
فلا تحزن فالدنيا قصيرة و لا يوجد شيء فيها يستحق أن تحزن عليه فكن سعيدا فلا تحزن.