ومما أوصي به في الصيام الذي يُعرف عند أهل التوحيد والإيمان: صيام اليد، وهو: أن تمد بالإحسان إلى الناس وتكف عن الباطل.
كم من فقير؟ كم من محتاج؟ ولكن الشبعى لا يدرون أن هناك جوعى، والشبعان يظن أن الناس شبعوا كلهم، والريان يظن أن الناس رووا من الماء وهم -والله- يظمئون ويجوعون ولا يعلم بحالهم إلا الله.
فيا أخي في الله! اعتق نفسك من النار بصدقة في رمضان، وحبذا أن يكون لك في كل يوم صدقة ولو شيئاً يسيراً من المال، أو من الطعام، تفطر صائماً، تروي عطشاناً، وتمد يدك ولو بجرعة لبن أو بجرعة ماء.
وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: {كل رجل في ظل صدقته يوم القيامة حتى يقضى بين الناس } وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: {ما أصبح صباح إلا وملكان يناديان يقول الأول: اللهم أعط منفقاً خلفا، ويقول الثاني: اللهم أعط ممسكاً تلفاً }.
يا عباد الله! الصدقة الصدقة، يا إخوتي في الله! البذل البذل، فكم نعرف أناساً ممن لا يظهرون أنفسهم كما قال الله عنهم: يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ [البقرة:273] ترى ظاهره كأنه غني، وفي بيته ما لا يعلمه إلا الله، أسر طويلة كثيرة غزيرة لا تجد كسرة الخبز في الليل، يتقدمون بمعروضات ورسائل وخطابات تبكي عين اللبيب والحليم والرحيم، فهل من معطٍ؟ وهل من منفق في رمضان علَّ الله أن يتولانا وإياكم برحمته وبواسع بره؟؟ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: {الناس عيال الله، وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله } ولعلك تعتق نفسك بدرهم تتصدق به ينفعك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.