لقد جاء في بعض الآيات القرآنية الكريمة وتحديدا في ثلاث سور هي الرعد (الآية 15)، والنحل (الآية 48)، والفرقان (الآيات 45 إلى 47)، والتي تشير الى أسلوب حركة الظلال، وما يرتبط بذلك من ملامح إعجازية متعددة.
لقد توصل البحث إلى العديد من الملامح الاعجازية التي وردت في الآيات القرآنية السابقة التي تصف حركة الظلال، ويمكن تلخيص أهم نتائج البحث فيما يلي:
1- إن وصف الظلال بأنها تتفيؤ عن اليمين والشمائل ينطبق مع أسلوب حركتها في كل من نصف الكرة الشمالي ونصف الكرة الجنوبي بالكرة الأرضية، كما أن ذكر "الشمائل" بصيغة الجمع يتناسب مع كبر مساحة اليابسة بالنصف الشمالي مقارنة بمساحة اليابسة والعمائر بالنصف الجنوبي.
2- التنبيه إلى "مد الظل" والتفكر في ذلك يؤدى إلى لفت الأنظار إلى كروية الأرض ودورانها حول محورها أمام الشمس، وقد قام البحث بتوضيح ذلك.
3- إن وصف قبض الظل "باليسير" أى السهل والقليل من دلائل إعجاز القرآن الكريم، لأن المدلول اللغوي لهذا الوصف ينطبق على قبض الظل في المنطقة المدارية، حيث قبض الظل يكون سهلا وسريعا فى ست ساعات فقط، كما ينطبق في نفس الوقت على قبض الظل في المنطقة القطبية حيث قبض الظل بطيئا جدا خلال ثلاثة شهور.
4- ذكر الليل بعد آيتي الظلال بسورة الفرقان فيه ملمح إعجازى واضح، لأن الليل من الناحية العلمية ما هو إلا ظل النصف المضيء من الكرة الأرضية الواقع على نصفها الآخر البعيد عن الشمس.
5- لفت القرآن الكريم إلى إمكانية وجود "الظل الساكن" متمثلا في مخروط ظل الأرض الممدود في الفضاء، مع ثبات طول هذا الظل مما يمكن اعتباره بأنه ظل ساكن طبقا لما ورد في العديد من التفاسير القرآنية، كما أن عدم وجود ظل للأجسام والأشياء في المنطقة المدارية على مدار العام وتحديدا عند منتصف اليوم تماما، نتيجة تعامد أشعة الشمس، يمكن أن يعتبر أيضا أحد أمثلة الظل الساكن طبقا لما ورد ببعض التفاسير القرآنية القديمة والمعاصرة.
6- إن إشارة الظل الممدود إلى مكة المكرمة حيث اتجاه القبلة أربعة مرات في العام يؤكد على أحد الملامح الإعجازية القرآنية، حيث وصف القرآن الكريم الظلال بأنها تسجد لله طوعا وكرها، وبما أن السجود الحقيقي لا يكون إلا في اتجاه القبلة، فان في هذا إشارة وسبق قرآني يلفت الأنظار إلى أن ظلال كل الأشياء والأجسام تشير إلى القبلة ولو في أوقات محددة من العام قام البحث بتوضيحها.