تمكن فريق من العلماء البريطانيين من رسم أول خريطة مفصلة للمنطقة القطبية الشمالية، مسلطين الضوء على المناطق التي يمكن أن تتسبب في نزاعات حدودية بين الدول مستقبلا.
ووضع علماء منجامعة دورام البريطانية تصميما للمنطقة الجليدية يظهر مواضع النزاع المحتملة استنادا إلى منازعات تاريخية وآنية بخصوص ملكية أراضيها.
وكان علماء روس قد أثاروا حالة من السخط في العام الماضي عندما غرسوا علمهم الوطني في عمق البحر بإحدى مناطق القطب الشمالي.
لكن العلماء البريطانيين يأملون في توفير معلومات كافية للسياسيين وصناع القرار.
وقال مارتن برات مدير وحدة أبحاث الحدود الدولية في جامعة دورام إن الهدف الرئيسي للخريطة هو " توفير المعلومات للمناقشات والسجالات، لأن الكلام عمن يمكن أن يدعي ملكية ماذا في تلك القارة قد احتوى الكثير من الإسفاف".
وأضاف برات" في الحقيقة تتسم معظم الخرائط المتداولة في وسائل الإعلام عن المنطقة القطبية بالبساطة، لكننا حاولنا أن أن نبرز كل مزاعم الملكية المعروفة والحدود المتفق عليها إضافة إلى شيء آخر وهو عدد المساحات التي يمكن لكندا والدنمارك والولايات المتحدة المطالبة بملكيتها".
واستخدم خبراء الفريق برنامجا كمبيوتريا متخصصا لتجسيم حدود الدول والتعرف على المناطق التي يمكن أن تصبح بؤرا للتوتر في المستقبل.
وقال برات إن الدول الساحلية في المنطقة لديها حقوق في ثروات وموارد مساحة تمتد لمئتي ميل بحري من سواحلها، لذلك استخدمنا برنامجا متخصصا للفصل بين مطالب الدول بشكل سليم".
وقد تصاعد الجدل بشأن حقوق الأراضي بعدما غرست غواصة روسية العلم الروسي في المياه المتجمدة بالمنطقة ، الأمر الذي اعتبره عدد من الدول المحاذية للمنطقة ومنها كندا، محاولة من جانب موسكو لمد نفوذها في أراضي المنطقة المتجمدة الشمالية.
ويرى برات أن عددا من العوامل يكمن وراء عودة المطالب في أراضي المنطقة إلى الأجندة السياسية ومنها بروز الاهتمام بأمن الطاقة وسعي الشركات للبحث عن البترول في المنطقة خاصة مع ذوبان مزيد من الجليد في فصل الصيف.
وقد أشارت معلومات لمسح جيولوجي أجرته الولايات المتحدة في الشهر الماضي أن باطن المنطقة المتجمدة يحتوي مخزونا نفطيا يقدر بتسعين مليار برميل.