نظراً لأهمية وخطورة مقال "يوم في حياة واحدة مش محجبة" الذي تم نشره بجريدة "المصري اليوم" تبنت قناة OTV فتح باب النقاش حول تنامي ظاهرة انتشار الحجاب في المجتمع المصري وذلك ببرنامج "مساءك سكر" يوم 16/ 6/ 2008 الساعة 7 مساءا .
استضاف البرنامج في الفقرة الأولي الصحفية "سارة سند" كاتبة المقال وهي طالبة بكلية الإعلام وبدأ المذيع حديثه معها بجملة "إيه بقي انتي عملتلنا قلق!!" احكي لنا قصة المقال .
تقول سارة : فكرة المقال تدور حول فتاة غير محجبة في مجتمع معظم نسائه محجبات ، تناولت من خلاله فكرة المضايقات التى تتعرض لها من الجيران أو فى المواصلات العامة ومعاناتها مع الشارع يومياً.
صحيح أن "سارة سند" لم تطرح فرضية الحجاب من عدمه خلال المقال ، ولكن كل ما أرادت أن يصل للقارئ هو أن المجتمع المصري أصبح يحكم على الإنسان من خلال مظهره وناقشت نقطة فكرة تقبل الآخر ، معللة الأمر بأن الحجاب فى البداية أو النهاية علاقة بين الإنسان وربه أو كما يقولون "حرية شخصية"، هذا ما وصل للمشاهد في بداية البرنامج .
ثم اتصلت "لميس" التى من المفترض أنها أحد المشاهدات وعلقت قائلة : " برافو عليكي يا سارة لطرحك هذا الموضوع " ثم أضافت: " هناك جروب على الفيس بوك اسمه (اخلعي حجابك الآن) الغريب أن هناك جروب آخر ظهر لمحاربته ثم تساءلت "وانتوا مالكوا" من المفترض أن تقوموا بعمل مضاد " ثم وبدأت هي الأخرى تحكى مواقفها مع الشارع .
تخلل فقرة سارة تقرير مع بعض الفتيات غير المحجبات فى الشارع وذلك بعد طرح سؤال "هل ارتداء الحجاب يمنع المشاكل التى قد تتعرض لها غير المحجبة ؟" جاءت بعض الإجابات كالتالي :
"محجبة أو غير محجبة الشباب هتعاكس" ،
" الذي يعاكس محجبة هو الذي يعاكس غير المحجبة" ،
ثم انتهت فقرة سارة سند بتعليق المذيع "نشكرك على المقال الشجاع "!!
كل ما سبق كان من الممكن أن يمر مرور الكرام باعتباره "دردشة شبابي" ، ولكن ضيوف الفقرة التالية كان يؤكد أن البرنامج له رسالة مقصودة فمن هم الضيوف المعلقين علي مقال سارة ، هم الكاتب "جمال البنا" والصحفية "بهيجة حسين" للتعليق على نفس "القضية الخطيرة".
وجمال البنا معروف بمخالفته لجميع علماء الدين في قضية الحجاب ، وهو لا يكل أو يمل من وصف الحجاب بكل لقاءاته على أنه تراث قديم ظهر قبل الإسلام بـ2000 سنة ، وإن الحجاب هو الذي فرض على الإسلام وليس العكس ، بهذه الكلمات قدم مذيع الحلقة "البنا" الذ أدلي بدلوه واسترسل .
علق "جمال البنا" على مقدمة المذيع السابقة بأن الحجاب كان بالفعل موجود بقانون حمورابي وفى اليهودية إلى أن ظهر الفيلسوف أرسطو الذي قلل من دونية المرأة ، وكان هناك مبدأ قديم بأن الجارية إذا احتجبت تعاقب والحرة إذا أسفرت تعاقب .. هذا المبدأ اخترق الأزمان ووصل إلى عمر بن الخطاب .. ثم استرسل فى الكلام بنفس الشاكلة المعروفة عنه فنحن لسنا بحاجة إلى سرد مزيد من التفاصيل التي قد تؤدي إلي تشتيت عقول البعض .
أما الصحفية بهيجة حسين أرجعت ظاهرة انتشار الحجاب إلى تنامي فكرة الاستعراضية فى إبداء المظهر فقط للتعبير عن تميز ، وأشارت أن الشعور بالتميز يحدث بحالات الإحباط أو الهزائم ، وبهذه الطريقة يشعر الإنسان بأنه رضي ضميره بالاستعراض المظهري الخالي من أي مضمون .. الإيمان ليس مظهر سواء كان بعقيدة أو فكر.
وتعليقاً على حديثها سأل المذيع : "ما أسباب تنامي المظهرية الدينية كما قلتِ .. زمان فى حفلات أم كلثوم صعب جداً تجدِ واحدة محجبة في كم كبير من الحاضرين ؟!"
أجابت : نتيجة هجرة المصريين للخليج منذ السبعينيات ، أخذنا هذه الثقافة وهذا الاستعراض المظهري فى السلوك من ثقافة الخليج ، أيضاً الواقع الاقتصادي والعملي فرض على المرأة أن تضع الطرحة بدون الاعتناء بشعرها أو الشعور بجماله نظراً لظروف الحياة .
وعن سؤالها عن مدى قناعتها بفرضية الحجاب قالت : يجب أن أحكم العقل ، فإذا كان هناك ضرورة لإخفاء شعري من أجل "حضرة جناب الرجل" كي لا يفتن فمن هنا المخطئ ؟ رد على الفور المذيع "الرجل طبعاً "
ولعل مداخلة الشيخ مبروك عطية من علماء الأزهر على التليفون جعلت هناك نوع من التوازن الطفيف خلال الحلقة الذي أكد أن ألف باء الإسلام هو "ستر العورة" ولم يتم دراسته على أنه نقاب أو حجاب ولكن يتم دراسته فى الأزهر تحت عنوان "ستر العورة" ، والعورة ...