لست من عشاق الكرة البرازيلية وحسب بل من أشد منتقديها وخاصة بعد فشلها الذريع في كأس العالم عام 2006 في المانيا وهاهو المنتخب البرازيلي يواصل انحداره الفني الشامل وأواصل معه التمسك بانه لا خير في كرة القدم من دون البرازيل ولا خير في البرازيل ان لم تقرر اليوم قبل غد.. اعادة المدرب الحالي «دونجا« الى منزله.. واقفال النوافذ عليه والابواب ليختنق ونتخلص من واحد يريد للكرة البرازيلية الانقراض!
من سيقرأ الاسطر السابقة سيعتقد بانني برازيلي أكثر من البرازيليين أنفسهم.. لكن الحقيقة انني أميل لكل شيء يحمل اسم البرازيل لانها بلد لا نسمع عنها إلا الخير.. رغم الفقر المدقع الذي يعانيه أكثر من نصف سكانه لكنهم يتغدون ويتعشون ويفطرون على شيء اسمه الرياضة وكرة القدم خاصة.. لهذا نميل اليهم ولا نعرف الا رياضييهم.
أكبر صفرين عالميين! بدأت مباراتهما عند الساعة الرابعة (صباح أمس) وكعادتي لا أجعل مباراة للبرازيل تمر من دون معرفة تفاصيلها ومشاهدتها حارة وعلى الهواء مباشرة وأكره تسجيلها وهو قرار اتخذته بعد كأس العالم عام 1982 لانني كنت أسجل كل مباريات البرازيل ولما خسر ذلك المنتخب تلك البطولة وهو أفضل منتخب عالمي حينذاك كرهت ان أسجل للبرازيل شيئا لادراكي ان هذا الجيل سيكون من أسوأ أجيال تاريخ الكرة البرازيلية لنهائيات كأس العالم 2010 بوجود هذا التشكيل التعيس والمدرب الفاشل الأتعس!
انتهت المباراة قبل السادسة صباحا.. وكانت النتيجة دون أهداف.. وفي قلب البرازيل.. بعد أداء ضد الارجنتين لا يستحق الرقم (صفر) ولا حتى كلمات الوصف!
تصوروا المباراة وكأنها سيدة عجوز تريد ان تقطع شارعا من أربعة مسارات ووصلت الى منتصفه ببطء السلحفاة وارتال السيارات تنتظر عبورها.. وهناك من يضرب لها «هرنات« يطالبها بزيادة سرعتها لكنها لا تستجيب.. وتواصل السير ببطء شديد قاتل!
تلك مباراة البرازيل والارجنتين في تصفيات كأس العالم 2010م وحبي للبرازيل لا يمنعني من قول الحق ان الارجنتين كادت ان تخطف الفوز لكنها كانت كالعجوز بطيئة الحركة ولو ان منتخبا غيرها لفاز على ما يسمى السامبا!
المدرب دونجا يمنح المهاجم «أدريانو« فرصة اللعب شوطا ونصف شوط ثم يستبدله.. بآخر أفضل منه لكن بعد مضي الوقت.. وعلى دكة البدلاء يوجود مهاجم اي سي ميلان الجديد «باتو« الذي سخن وسخن لكن لم يجد الفرصة بينما المهاجم «أدريانو« غير قادر على حمل نفسه فهو مثقل بالعضلات وكم هائل من اللحوم ولا يصلح أمثاله لكرة القدم.. أما «روبينيو« فهو مغرور وسطحي واستعراضي.. فإذا كانت هذه المباراة لا يظهر فيها اللاعب البرازيلي القدير.. فأين سيظهر؟!
المدرب دونجا صنع منتخبا مهترئا ممزق الاوصال وكأننا نشاهد أشباه لاعبين يرتدون الزي البرازيلي الذهبي.. لا تجد لهم أثرا في الملعب أو حتى هجمات منظمة.. ولا حلول فردية حاسمة.
الكرة البرازيلية على يد المدرب دونجا ستنقرض.. والامر لا يختلف مع الارجنتين.. فمنتخبها مريض جدا ويعاني الهزال.. ويعتمد على اللاعب الصاعد «ميسي« وهو أفضلهم حاليا لكن ان راقبته ونجحت قضيت على خطورة المنتخب الارجنتيني وهذا ما هو حاصل اليوم ورغم ذلك كاد «الارنب الصغير« ان يهزم البرازيل بمفرده!
لدينا الكثيرون ممن يكرهون البرازيل وبوجود دونجا وهؤلاء اللاعبين سيكثر عدد أعداء الكرة البرازيلية فالعداء سهل.. لانك ان كنت أفضل الناس تشعر بحقد الناس عليك وبما ان البرازيل تعيش أسوأ أيامها في كرة القدم فهذا ما يفرح أعداء النجاح.
* بطولة السقوط والابداع بطولة الامم الاوروبية لكرة القدم الجارية اليوم تعكس التنظيم الاداري والفني الرائعين.. وهذا يؤكد حرص البلدان الاوروبية مجتمعة على كتم وحجب الاخطاء إن وجدت لان العيب في مكان ما.. هو عيب يشمل الجميع.. لذلك تجد المنتخبات تعمل على إنجاح التجمع في بلدين مختلفين وبالكاد تجد من يعترض على أي شيء.
لو قام بلدان عربيان بتنظيم بطولة عربية معا.. لكنا سمعنا من كل جهة مليون عيب وتذمر وفضح حتى الروائح التي تنبعث من الحمامات.. فنحن أمة لا نتفق على شيء حتى لو كان في صالحنا.
في هذه البطولة سقطت منتخبات: فرنسا واليونان وسويسرا والنمسا وبولندا والسويد.. وفي الدور ربع النهائي ستسقط أسماء.. والمثير سقوط لاعبين ومدربين وبروز آخرين.. فالبطولات عادة ما تفجر الكثير من الاسرار الفنية في تكتيكات كرة القدم وتظهر البعض وكأنهم يعيشون مرحلة الخرف الفني في عالم متغير يعتمد على الحركة ويحارب الجمود والتقليد.
* الأحد.. ضد اليابان علينا ألا نزعل إن خسرنا من اليابان في اليابان يوم الاحد القادم..!
الواقعية تحتم علينا قبول أي نتيجة.. فاليابان التي هزمناها 1/صفر في المنامة ستكون مختلفة تماما هناك وقد تهزمنا بأكثر من هدف وهذا ليس بغريب.. فالمهم ان الفوز بالنسبة اليها يعد معنويا وهو كذلك بالنسبة الينا.. لكن إن لم يتحقق علينا ان نتقبل ما تؤول اليه نتيجة المباراة ونعود لنخطط الى المرحلة الحاسمة.
* خواطر ومخاطر ؟
- تم مؤخرا تسلم المدرب ماتشالا زيادة على راتبه واتحاد الكرة لم يعلن هذه الزيادة!؟
- طلب ماتشالا من صحفي بحريني تسريب خبر للصحافة البحرينية ان العمانيين يريدون العودة اليه لكن أمين سر الاتحاد العماني نفى هذا الخبر.. فهل نفهم ما يرمي اليه المدرب الهمام؟!؟
- تهميش الصحافة البحرينية من قبل اللجنة الاولمبية أمر يثير الاستغراب والهجوم على الزميل محمد لوري غير مقبول.. فهو واحد من جسمنا الصحفي ومن قدماء هذا الجسم.. يتطلب التضامن معه وشد أزره وتأكيد حرية الرأي في اطار الدستور والميثاق الوطني. ؟
- لم يذهب لاعب منتخبنا الوطني لكرة القدم الكابتن محمد جلال الى تايلند في المباراة الاولى 3/2 لانه كان موقوفا.. لكنه في المباراة الثانية شارك ولعب.. وفي أثناء الايقاف لم يخضع لبرنامج تدريبي أو مراقبة من قبل سلطات المنتخب! ؟
- بدأ الذين يعيشون في الوهم الرياضي الكبير يتحركون.. اما للانتخابات الخاصة بالاندية أو الاتحادات.. وسنسمع الكثير ونقرأ ما يقشعر له البدن.. فالوحوش تجري نحو الكراسي.. اربع سنوات في الاتحاد وسنتين في النادي!
"نقلا عن صحيفة أخبار الخليج البحرينية"