بعد نحو عام كامل عانى فيه نجم كرة القدم الالماني مايكل بالاك من الاصابة التي هددته لبعض الوقت باعتزال اللعب عاد بالاك للتألق من جديد مع فريق تشيلسي الانجليزي وأصبح مستعدا تماما لقيادة المنتخب الالماني في كأس الامم الاوروبية القادمة (يورو 2008).
وأفسدت الاصابة عام 2007 على بالاك حيث احتاج اللاعب لنحو ثمانية شهور من أجل التعافي من الاصابة بعدما أجرى ثلاث عمليات جراحية في كاحل القدم وقبل أن يعود اللاعب أخيرا إلى صفوف فريقه في كانون أول/ديسمبر الماضي.
واعترف بالاك /31 عاما/ بأن الاصابة كانت على وشك إنهاء مسيرته مع اللعبة كما أبدى حزنه الشديد لفشل تشيلسي في تشخيص إصابته في الوقت المناسب.
وانضم بالاك إلى تشيلسي في صيف عام 2006 قادما من بايرن ميونيخ الالماني دون أي مقابل مادي لبايرن (صفقة انتقال حر) بعد انتهاء عقده مع النادي الالماني العملاق ولكنه اضطر لاجراء العملية الجراحية في ألمانيا لتساهم في عودته الناجحة إلى صفوف تشيلسي.
وكان قرار إجراء العملية الجراحية إيذانا بغياب بالاك عن النصف الاول من الموسم الحالي ولكنه استعاد مستواه المعهود وعاد لتقديم عروضه القوية بعد التعافي من الاصابة ليساهم في وصول تشيلسي إلى الدور النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا والدخول في منافسة قوية مع مانشستر يونايتد على لقب الدوري الانجليزي.
وقال بالاك نجم خط وسط تشيلسي في تصريح لمجلة "كيكر" الالمانية في وقت سابق من العام الحالي "أتمنى أن يكون 2008 هو عام الالقاب بالنسبة لي. أريد الفوز بلقبي دوري أبطال أوروبا وكأس الامم الاوروبية".
وسيكون المنتخب الالماني أحد المرشحين بقوة للمنافسة على لقب يورو 2008 التي تستضيفها النمسا وسويسرا بالتنظيم المشترك في الفترة من السابع إلى 29 حزيران/يونيو المقبل خاصة مع عودة بالاك بكامل مستواه لقيادة الفريق في البطولة.
وقال بالاك "يجب أن يكون هدفنا هو الوصول للمباراة النهائية (في يورو 2008)".
ويرجع الاحترام والتقدير الذي يحظى به بالاك في ألمانيا حاليا إلى ما حدث قبل ثماني سنوات وبالتحديد عندما تعرض اللاعب لانتقادات حادة بعد عودته مع المنتخب الالماني صفر اليدين من كأس الامم الاوروبية (يورو 200) في بلجيكا وهولندا حيث فشل الفريق في تحقيق أي فوز ليخرج من الدور الاول للبطولة.
ووصفت وسائل الاعلام بالاك الذي كان لاعبا آنذاك في صفوف باير ليفركوزن بأنه لاعب غير جدير باللعب للمنتخب الالماني وأنه لاعب شاب أفسده المال ونسي القتال داخل الملعب.
ولكن منذ ذلك الحين نجح بالاك في تحويل نفسه على النجم الاول للكرة الالمانية وأكدت كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان أنه لاعب من طراز فريد يمتلك إمكانيات رائعة لا يستسلم للضغوط.
وفقد بالاك في المشاركة مع منتخب بلاده في نهائي كأس العالم 2002 بسبب الايقاف لحصوله على الانذار الثاني في الدور قبل النهائي لكنه كان صاحب هدف الفوز على منتخب كوريا الجنوبية في الدور قبل النهائي للبطولة ليقود المنتخب الالماني إلى المباراة النهائية أمام البرازيل.
وجاء الانذار الثاني الذي ناله بالاك اثر عرقلة خططية لتكون سببا في زيادة شهرته رغم فقدانه فرصة اللعب في النهائي.
وترك بالاك فريق ليفركوزن إلى بايرن ميونيخ بعد كأس العالم 2002 مباشرة مقابل ستة ملايين يورو (5ر9 مليون دولار) وقاد بايرن للفوز بلقب الدوري الالماني (بوندسليجا) ثلاث مرات وكأس ألمانيا مرتين في أربعة مواسم قبل الانتقال من بايرن على تشيلسي في صيف 2006 .
وقاد بالاك المنتخب الالماني للفوز بالمركز الثالث في كأس العالم 2006 بألمانيا قبل الانتقال إلى تشيلسي حيث نجح في البداية في التأقلم مع تشيلسي والظهور بشكل جيد لكن الاصابة أفسدت عليه مسيرته مع الفريق في عام 2007 .
وأجرى بالاك العملية الجراحية الاولى في كاحله في نيسان/أبريل 2007 ولم يعد على صفوف المنتخب الالماني إلا في شباط/فبراير الماضي حيث قاد الفريق للفوز على النمسا 3/صفر وديا.
ولكن يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الالماني لا يشعر بالقلق و لا يشك مطلقا من عودة بالاك نجم وصانع ألعاب الفريق وقائده للتألق عندما يشارك مع الفريق في يورو 2008 .
ويفتتح المنتخب الالماني مسيرته في البطولة بلقاء نظيره البولندي في مدينة كلاجينفورت النمساوية في الثامن من حزيران/يونيو المقبل.
وقال لوف "نأمل في ألا يتعرض بالاك لاصابات جديدة.. تعافيه في ستة شهور كان أكثر من اللازم".